0
غصن شجرة" على هيئة إنسان .. يسبح الله تعالى

غصن شجرة" على هيئة إنسان .. يسبح الله تعالى
من يقرأ هذا العنوان ربما يدخل في قلبه شيء من الريبة والشك ، أو ربما لا يصدقه لغرابته وندرته في زماننا هذا ، في المقابل فإنه لا يجب أن يغيب عن أذهاننا أن الله تعالى خاطب أولي الألباب في كتابه العزيز: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) . صدق الله العظيم، الإسراء 44.

تم التقاط هذه الصورة بالقرب من مقام الشيخ أبي القاسم الجنيدي في بلدة الجنيد غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية، وهو احد الأولياء الصالحين، حيث تظهر الصورة مجموعة من الأشجار تحيط بالمقام ، ومن يدقق النظر بالصورة يجد بان الأغصان القريبة من قبة المقام أحدها على هيئة " شيخ " يسبح الله تعالى ويدعوه .

" ولكن لا تفقهون تسبيحهم "

"اخباريات" التقت ملتقط هذه الصورة وهوالفنان محمد سعيد 36عاماً من مدينة نابلس بالضفة الغربية وهو صاحب فكرة الثوب الفلسطيني العملاق ،ورسائل المحبة والتفاهم مع شعوب الأرض من خلال أعماله الفنية المستوحاة من الواقع والطبيعة الفلسطينية، وقال سعيد : " التقطت هذه الصورة من بين مئات الصور في العديد من الناطق الفلسطينية الطبيعية وذلك للتحضير للمعرض الدولي الذي سأقيمه خلال الشهور القليلة القادمة الخاص بالمناطق الفلسطينية الطبيعية ،فأكثر ما شد انتباهي هو هذه الصورة التي تجلت فيها عبادة مخلوقات الله تعالى لبارئها ومصورها ، حيث تستمد مضمونها ورونقها من طبيعة المكان الذي صورت فيه ،فهذه الشجرة تعانق مقام الإمام أبي القاسم الجنيدي في بلدة الجنيد غرب مدينة نابلس ،فالإمام الجنيدي هو من سلالة الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه،وهو مفتي الثقلين(الإنس ،والجن) ، وتاج العارفين ومرجع للعلماء والفقهاء وطالبي العلم " .

ويشير سعيد في حديثه : " فهي كغيرها من الصور تفسيرها واضح ومعروف ، وجاء منذ أكثر من 1400عام في كتاب الله تعالى الذي أوحاه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فالآية 44 من سورة الإسراء تفسر هذا الأمر بشكل كامل حيث يقول عز وجل : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) .

وقال بأن هذه الآية الكريمة تصور لنا أمراً ربما لا يدركه البعض ولكنه موجود ونحن كمؤمنين نؤمن بكل ما جاء في كتاب الله ، فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أن كل المخلوقات تسبح بحمد ربها، الإنسان والشجر والحجر والنجوم و...، ولكن ما لفت انتباهي أن الله تعالى قال: (وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ولم يقل (ولكن لا تسمعون تسبيحهم)، إذن نحن يمكن أن نسمع تسبيح هذه المخلوقات ولكن لا نستطيع ترجمتها ولا نستطيع أن نفقهها، فالفقه يكون بعد السماع" .

يضيف سعيد : " بعبارة أخرى إذا قلنا لإنسان أنت لا تفقه ما نقوله لك، فهذا يعني أننا نتكلم أمامه ويسمعنا ولكنه لا يفهم ماذا نقول، ومن هنا يمكن أن نستنتج أن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أشار بوضوح إلى إمكانية أن نسمع أصوات التسبيح الصادرة من كل شيء من حولنا ولكننا لن ندرك معنى ما تقوله ولا يمكن أن نفهم أو نفقه هذه الأصوات ، وهذا جميعه واضح في الصورة التي أمامكم التي إذا دققنا النظر فيها سنجد في الجزء الأيمن العلوي من أغصان هذه الشجرة على هيئة شيخ طاعن في السن يلبس العمامة و يسبح الله تعالى ويدعوه ويتوسل جاثياً على ركبتيه ،فهذه الصورة كغيرها من الصور ، التي اكتشفت على مدى التاريخ هي شواهد طبيعية من صنع الله تعالى وليست من صنع البشر ،منوهاً إلى أن هذا الأمر يحدث لأول مرة في فلسطين ،فلم يحصل ذلك من قبل إلا مرتين فقط ،مرة في مصر وأخرى في بريطانيا .


وللعلم رأي
ويؤكد سعيد على أن هذا ما يكتشفه العلماء اليوم معللاً : " لاحظ العلماء ضمن آخر الاكتشافات العلمية أن بعض النباتات تصدر ذبذبات صوتية في المجال الذي يسمعه الإنسان، أي ضمن ترددات من 20 إلى 20000 ذبذبة في الثانية، ولكن الإشارات الصوتية التي تطلقها هذه النباتات ضعيفة جداً ولا يمكن سماعها إلا بعد تقويتها وتكبيرها آلاف المرات، ثم بدأ العلماء يلاحظون أن بعض النجوم تصدر أصواتاً مسموعة، فالنجم النيوتروني الذي سماه الله تعالى بالطارق يصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة، والثقوب السوداء تصدر أصواتاً أيضاً "
يضيف : " لكن من أكثر الاكتشافات غرابة أن الخلية الحية سواء كانت في جسم الإنسان أو الحيوان تصدر ترددات صوتية، وهذا ينطبق على جميع الخلايا، وكانت أوضح الترددات ما تصدره خلايا القلب، فقد اكتشف احد علماء الكيمياء الأمريكيين وباستخدام أجهزة حاسوب ذرية أن كل خلية تصدر صوتاً محدداً يختلف عن الخلية الأخرى، إضافة إلى أن الدلافين والصراصير والطيور والنحل وغيرها الكثير من الكائنات الحية جميعها تصدر أصواتاً لا نفهمها نحن البشر " .
يتابع قائلاً : " قد يتطور العلم فيكتشف أن الذرة تصدر ترددات صوتية، فيكون بذلك كل شيء يسبح لله كما أخبر بذلك القرآن، ويكون هذا من الأدلة العلمية على صدق هذا الكتاب وسبقه العلمي، بل إن العلماء اليوم يعتقدون أن كل شيء في الوجود له صوته المحدد والخاص به،ويتساءل : أليست هذه القوة هي قوة الله تعالى خالق الوجود؟ لماذا لا تكون هذه الأصوات هي أصوات تسبيح وخضوع لله تعالى وتعظيم وشكر لنعمه عزّ وجلّ؟ ولماذا لا يكون كلامنا نحن البشر كله تسبيحاً وحمداً لله تعالى على نعمه علينا " .
سنريهم آياتنا في الآفاق
ويشير سعيد إلى أن هذه الصورة دليل على الأهمية الدينية لفلسطين ، وبرهان قاطع على أن هذه البلاد مقدسة ويجب احترام البشر فيها والشجر والحجر ، فهي شواهد طبيعية على وحدة وربانية الله تعالى وعظمته فهي من صنعه وليست من صنع أحد غيره قائلاً : " هناك شواهد وأدلة طبيعية حدثت في العالم تؤكد مصداقية هذه الصورة كالسمكة التي اكتشفت في إحدى المطاعم البريطانية والتي جيء بها من سنغافورة ،فبقدرة الله تعالى وجد اسمه الكريم عليها وعلى جانبها الأخر كتب اسم نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ،ناهيك عن الطفلة سحر التركية 11 عاماً التي روت سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قصيدتها التي وجهتها له في مهرجان جوائز المحبة الدولي حيث أبكت الحضور كافة في مهرجان جوائز المحبة الدولي ، بالإضافة للصخرة الساجدة لله التي وجدت على إحدى شواطئ المحيط الأطلسي قبل أعوام ،حيث تمثل هذه الصخرة هيئة إنسان ساجد لله تعالى والمياه المحيطة بها كأنها سجادة للصلاة فسبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].
وفي ذات السياق أشار الدكتور علاء مقبول أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس إلى أن هذه الصورة قد تكون عبارة عن تكريم رباني من الله تعالى لصاحب المقام الإمام أبو القاسم الجنيدي ،أو رسالة من الله تعالى لعباده البشر كدلالة على إعجازه وعظمته جل وعلى ،فسبحان الله العلي العظيم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير الطريق الى الجنه
الطريق الى الجنه © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger